لينا ونجاح بني حمد.. قصة تهز الأردن وتكشف عن عنف أسري صادم

ماكس MAX: “عن العهر أتحدث… نجاح بني حمد”، بهذه العبارة بدأت لينا القاق سلسلة فيديوهات حقيقية ومؤثرة كشفت فيها تفاصيل معاناة عاشتها منذ طفولتها على يد زوجة أبيها. قصة تحولت من منشورات على إنستغرام وتيك توك إلى قضية رأي عام أشعلت مواقع التواصل في الأردن والعالم العربي.

موقع ماكس MAX يقدم لك القصة الكاملة كما روتها لينا بنفسها، دون اجتزاء، وبالاستناد إلى تصريحاتها في مقاطع الفيديو والمصادر الإعلامية.

قصة لينا ونجاح بني حمد تهز الأردن وتكشف عن عنف أسري صادم
لينا القاق

رحلة الألم تبدأ من الطفولة

بعد انفصال والديها، لم تكن لينا تتوقع أن زواج والدها من السيدة نجاح بني حمد سيجعل من طفولتها سلسلة طويلة من المعاناة. فقد عاشت سنواتها الأولى تحت وطأة التعنيف والإهمال، ولم تجد الحنان الذي تحتاجه من زوجة أبيها، بل قوبلت بالصد والجفاء والقسوة.

في فيديوهاتها، تحدثت لينا عن تفاصيل دقيقة وواقعية، مثل إجبارها على تناول زيت الخروع رغم مرضها الشديد بالتهاب اللوزتين، وهو أمر يعكس لامبالاة خطيرة بصحتها كطفلة.

الضرب والإهانات النفسية

من أبرز المحطات المؤلمة التي استعرضتها لينا، ما حدث يوم وفاة والد زوجة أبيها، حيث تلقت ضربًا مبرحًا ترك آثارًا في جسدها وجراحًا أعمق في داخلها. لم يكن مجرد عنف عابر، بل كان نمطًا متكررًا من الإيذاء الجسدي والنفسي.

تقول لينا إنها تعلمت مع الوقت كيف تتلقى الضرب دون أن تبكي، فقط كي لا تمنح الجلاد متعة الانكسار. حتى صراخها، الذي كان يسمعه الجيران، لم يشفع لها، بل تحول لاحقًا إلى مادة للتنمر من قبل زميلاتها في المدرسة.

لينا القاق نجاح بني حمد
نجاح بني حمد

المدرسة… مكان جديد للوجع

معاناة لينا لم تكن فقط في المنزل. بل تتابعت في المدرسة، حيث تعرضت للسخرية بسبب صراخها المنزلي الذي كان يصل لآذان الجيران وزميلاتها. تقول إنها كانت تشعر بالعار، وتتحمل الألم بصمت، فقط كي لا تكون “المسكينة” بنظرهم.

توضح أن هذا كله جعلها تنغلق على نفسها، وتتجنب التفاعل، وتعيش بعزلة فرضها الخوف لا الاختيار.

لماذا بدأت لينا بسرد القصة؟

أكدت لينا أن قرارها بمشاركة هذه التفاصيل لم يكن سهلًا، وأنها كانت خطوة ضمن خطة علاج نفسي بدأتها في الولايات المتحدة، حيث تقيم الآن مع زوجها. أرادت أن تبوح، أن تواجه، أن تداوي الندوب التي تركها ذلك الماضي الثقيل.

انتشار فيديوهات لينا تحت وسم “رحلتي مع زوجة أبي – نجاح بني حمد” جعل من القصة قضية حقيقية يتداولها الآلاف على السوشيال ميديا. الجمهور تفاعل بشكل لافت، بين داعم ومتعاطف، ومطالب باتخاذ إجراءات قانونية لحماية الأطفال من هذا النوع من العنف.

نجاح بني حمد
نجاح بني حمد

الطرف الآخر يلتزم الصمت

حتى لحظة كتابة هذه السطور، لم تصدر السيدة نجاح بني حمد أي رد رسمي. لا تصريحات، لا نفي، لا توضيح. صمتها جعل الناس يتساءلون: هل تتجاهل؟ هل تخشى الرد؟ هل القصة صحيحة فعلًا؟ هذا الغياب يعزز رواية لينا لدى الجمهور، ويزيد من تضامنهم معها.

أثر القصة على المجتمع الأردني

قصة لينا ونجاح بني حمد لم تمر مرور الكرام. ففي الأردن، بدأت الأصوات تعلو مطالبة بمراجعة جذرية للقوانين المتعلقة بحماية الأطفال والناجين من العنف الأسري. ناشطون على مواقع التواصل طالبوا بتشديد الرقابة على الأسرة، ومنح الأطفال الحق في التبليغ والحماية بعيدًا عن الخوف أو العار.

بعض المنظمات الحقوقية بدأت بتسليط الضوء على حالات مشابهة، مشيرة إلى أن قصة لينا فتحت الباب لكشف ملفات ظلت طي الكتمان لسنوات.

قراءة في سلوك الضحية

سلوك لينا بعد سنوات طويلة من الصمت ليس غريبًا من منظور علم النفس. المختصون يشيرون إلى أن الناجين من العنف قد يمرون بفترات إنكار، خوف، أو حتى تبرير لما مروا به، قبل أن يصلوا إلى مرحلة المواجهة. وقد تكون تجربة الهجرة والبعد الجغرافي من العوامل التي ساعدتها على اتخاذ خطوة البوح.

اللافت في القصة، هو أن لينا لم تطلب التعاطف فقط، بل أرادت توعية الآخرين، وكأنها تقول: “كنت وحيدة، لا أريد أن يمر غيري بنفس ما مررت به.”

نجاح بني حمد لينا القاق
لينا القاق

حالات مشابهة… وقصص تتكرر

رغم أن كل قصة تختلف في تفاصيلها، فإن ما روته لينا ليس حالة نادرة في المجتمعات العربية. آلاف الأطفال يعيشون تحت سلطة بالغين لا يملكون أدوات التربية، بل يتعاملون بالقسوة كوسيلة للسيطرة. الفرق أن لينا تحدثت، وغيرُها لا يزالون في الظل.

قصة لينا ليست النهاية

قضية لينا ونجاح بني حمد لم تغلق بعد، والصمت من الطرف الآخر لا يعني النسيان. بل إن كل فيديو تنشره لينا يفتح بابًا جديدًا في الحوار، ويقربنا أكثر من وعي اجتماعي جديد، يرى في الصراحة شجاعة لا فضيحة.

في النهاية، صوت لينا وصل، وربما سيكون بداية لسلسلة أصوات لم تُسمع بعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى