هل أنت مرتبط بشخص مضطرب عقليا؟
جميع العلاقات تعاني من مشكلات، لكن بعض هذه المشكلات قد تكون عصية على الحل، ومرتبطة بالطبيعة النفسية للشريك، وتؤدي لاستنتاج حزين هو أنك مرتبط أو أنك تواعد شخصا مضطرب العقل والنفس.
كثير من البشر يرتبطون بأشخاص دون أن يدركون أنهم مختلون عقليا. بالطبع هناك اختلافات جسدية يستطيع الطبيب رؤيتها عند النظر إلى الدماغ، وهو وحده من يستطيع اتخاذ القرار بتحديد درجة ونطاق المرض العقلي، ولكن هناك علامات خارجية يمكنك أن تفكّر بشأنها.
هل تواعد مختلا عقليا؟
كثيرا ما نلقب أصدقاءنا من باب المزاح بـ “النرجسي” أو “ثنائي القطب” أو “المختل” أو “المجنون”. لكن تلك الأوصاف في واقع الأمر هي أمراض حقيقية وقضايا شخصية جدا، غالبا لا ندرك، بل ولا يدرك الشخص أنه عمليا يعاني من أحد تلك الأمراض. فما هي علامات المختل/المضطرب عقليا؟
الكاريزما.. أولا
لن يبدو الشخص المضطرب عقليا كشخص وقح، أو غير مهتم، على الأقل ليس في البداية. في الواقع سوف يكون هذا الشخص هو الأكثر سحرا وظهورا وحضورا في المكان، وسوف تكون له أعلى مغناطيسية اجتماعية.
إن كل من قابل في حياته مريضا نفسيا على مستوى الصداقة، سوف يجده دائما أحد أفضل الأشخاص التي قابلها، وسوف يواصل التفكير في هذا الأمر طويلا، حتى يصطدمون ببعض التجارب مع هؤلاء الأشخاص. من جانبه قد يحتفظ الشخص المضطرب عقليا بكاريزمته وسحره لمدة طويلة قد تصل إلى سنوات.
القرارات المتهورة
يمكنك الانتباه إلى المضطرب عقليا من آلية اتخاذه للقرارات. عادة ما يتخذ هذا النوع من الأشخاص قراراتهم باندفاع، ودون تفكير أو بتفكير قليل للغاية في تداعيات هذه القرارات. كذلك فإن هذا الشخص لا يسألك عن رأيك في القرار، بل يخبرك بما يعتزم فعله، أو حتى قد يخبرك بأثر رجعي أنه أقدم عليه بالفعل.
التلاعب بالمشاعر
تعد أكثر السمات شيوع في هذا النوع من الأشخاص، التلاعب بكل الأدوات العاطفية الممكنة للحصول على شيء قرروه، بما في ذلك التكتيك والاستراتيجية، فسوف يقولون أن عدم استسلامك لإرادتهم لا يعني سوى أنك “لا تحبهم”، وأن “إثبات الحب” لا يتأتى سوى من خلال “فعل هذا الشيء” الآن وهنا. وربما أيضا يتظاهرون بالهزيمة، ويرضخون للأمر لبعض الوقت، حتى يعاودوا الضغط من جديد بوسيلة أخرى.
إنهم يتلاعبون بمشاعرك بطريقة، تجعلك عاجزا عن رفض مطالبهم، وإذا رفضت فسوف يتعمدون “قتلك” عاطفيا، إما بتجاهلك أو بالقيام بأشياء متعمدة لإيذائك.
الشعور المستمر بالملل
يحتاج المختل العقلي إلى تحفيز مستمر. فإذا لم يتلق التحفيز الكاف سوف يبحث عن شيء أو شخص آخر لتحفيزهم، وهم على عكس بعضنا ممن قد يستسلم للدعة والاستقرار وعدم القيام بأي شيء، هذا أمر مستحيل بالنسبة لهم. الحياة بالنسبة لهم حركة مستمرة، عليهم أن يمارسوا الألعاب والخروج وجذب الانتباه بشكل دائم، ومن الصعب الإبقاء على المضطرب عقليا منجذبا لك لفترة طويلة، قبل أن يبدأ في الشكوى من الملل، وفقدان المحفز للحياة، وربما الإقدام على عمل متهور جديد.
عصيان السلطة
جزء من “القرارات المتهورة” التي ذكرناها آنفا أحيانا ما تؤدي إلى عصيان القوانين، وهذا مؤشر آخر يؤكد أنك تتعامل مع مضطرب عقليا. فعادة ما يتجاهل هؤلاء الأشخاص الحد الأقصى للسرعة، أو يلعبون على هواتفهم أثناء القيادة، أو يقودون تحت تأثير الكحول أو المخدرات، لا لشيء إلا لإثبات أنهم فوق السلطة، ويتمتعون بالإرادة والقدرة على انتهاك القوانين التي “لم توضع لأمثالهم من العباقرة”، كذلك يميل كثير منهم لمعاقرة الكحول أو المخدرات.
بالتدقيق سوف تجد أن انتهاك القانون يأتي من مزيج من الشعور بالملل والأنانية واتخاذ القرارات المتهورة وغيرها من السمات الموجودة في المضطرب عقليا.
الكذب المرضي
المضطرب عقليا سوف ينفي دائما أنه يكذب، وبالكاد قد يعترفون أنهم مخادعون، وأنهم جيدون في التستر على الأشياء التي يقومون بها تحت ستار الأكاذيب. في البداية سوف يتهمونك بالجنون لجرأتك على اتهامهم بالكذب، ولكن في النهاية سوف ترى عمق خداعهم، وسوف يدهشك لأبعد الحدود. إذا كنت تواعد أو مرتبط بشخص يكذب كذبا مرضيا طوال الوقت، هناك احتمال كبير أن يكون هذا الشخص مختلا عقليا.
الغش والخيانة
يجد المضطربون العقليون صعوبة في الإخلاص، وحينما يخونون فإنهم لا يبالون. في الواقع، لن يكون المضطرب عقليا مخلصا لشخص واحد، ويعود ذلك لطبيعتهم الملولة، ورغبتهم المستمرة في البحث عن محفزات للحياة وقراراتهم المتسرعة.
لا تظن أبدا أن خيانتهم لك هي لعيب فيك، وإنما هي طبيعة شخصيتهم، وليس شخصيتك. وكلما أدركت تلك الحقيقة أسرع كان ذلك أفضل.
عدم المسؤولية
لا يتحمل المضطرب العقلي أي مسؤولية، إنه الشخص الذي ينكر كل شيء حين مواجهته، وبغض النظر عما قام به، فإنه دائما سوف يبحث عن شيء أو شخص آخر يلومه على الخطأ. لا شك أنك رأيت هذا السلوك من قبل، وأثار دهشتك وربما سخريتك بشكل غريب. لكنه أمر حزين، فالشخص المضطرب عقليا، لا يؤثر عليه وازع الضمير.
العجرفة
في العادة فإن الشخص المختل عقليا متكبر ومتعجرف، وبعد أن يكتسحك بكاريزمته وسحر شخصيته الجذابة، سوف تبدأ عجرفته وتكبره في الظهور يوما وراء يوم، ولا شيء سوف يقف في طريقه. سوف تحس دائما بأن العالم كله مدين له، وسوف يتآكل احترامك لذاتك مع الوقت، ولتحمل الغطرسة والتعالي، سوف يكون عليك أن تحاول جاهدا أن تظل شخصا قويا أمام المضطرب عقليا.
إذا كنت تواعد شخصا مختلا عقليا، عليك باتخاذ قرارك بسرعة. فاحتمالات “تغيره للأفضل” منعدمة، وهذا للأسف كما أسلفنا يعود لأن دماغه تختلف عن دماغ الأشخاص العاديين، كما ذكرنا من قبل. إن ما يمكن أن يصيبك بالهلع أو الرعب حينما تشاهد مشهدا عنيفا لن يهز شعرة من شعرات الشخص المختل عقليا، وسوف يرعبك ذلك جدا، لعل في ذلك المشهد دليلا على الكثير من سماتهم الشخصية التي ذكرت، مثل الملل المستمر، والسلوك المتهور، والغش وخلافه، فهم لا يندمون.. بل يتابعون السير لدهس ضحايا آخرين.
من المؤسف القول أن مواعدة أو الارتباط بشخص مختل عقليا هي تجربة محكوم عليها بالفشل، لكن قد يكون مفيدا أن تفكر جديا في مستقبلك مع شخص كهذا، وإذا كنت تشعر بالتهديد على الإطلاق، فإن المغادرة هي الأولوية. وحين المغادرة كن حذرا، فالمختل عقليا قد لا يتخلى عن ضحيته بسهولة.
تحقق من العلامات، وابحث عن الدعم والمشورة لدى المتخصصين النفسيين، وافعل ما يناسبك.