آلاف يتهافتون لحضور محاكمة ترامب التاريخية ودفع مبالغ طائلة لحجز أماكنهم
ماكس MAX: تتجمع حشود غفيرة خارج قاعة المحكمة في نيويورك لحضور محاكمة ترامب التاريخية التي تعتبر الأولى من نوعها لرئيس أمريكي سابق. الإقبال على متابعة الجلسات كان لافتًا، حيث لم يتردد البعض في دفع مبالغ طائلة تصل إلى 2000 دولار لحجز أماكنهم في الطابور، أملاً في رؤية الحدث مباشرة.
موقع ماكس MAX يعرض لك تفاصيل الأجواء المثيرة حول المحاكمة، ويكشف الأسباب وراء هذا التوافد الجماهيري الكبير.
الحشود تنتظر بشغف وتدفع بسخاء لمشاهدة محاكمة ترامب
يصطف الأمريكيون في طوابير طويلة منذ ساعات الصباح الباكر، بل وقضى بعضهم الليل في الطابور لضمان الحصول على موقع جيد داخل قاعة المحكمة. نظام الدخول يعتمد على أولوية الحضور، ما دفع بالكثير من الأشخاص لاستئجار آخرين ليحجزوا أماكنهم في الطابور مقابل رسوم تصل إلى 50 دولاراً في الساعة، بينما بيعت بعض المواقع المميزة بمبالغ وصلت إلى 2000 دولار، خاصةً عند تواجد شخصيات بارزة مثل المحامي مايكل كوهين. هذه الظاهرة، التي أطلق عليها البعض “ادفع لتشاهد”، تعكس الحماس الكبير لمتابعة تفاصيل المحاكمة مباشرة.
تفاصيل الاتهامات الموجهة لترامب
يواجه ترامب اتهامات بتزوير سجلات تجارية لإخفاء تعويضات مالية دفعها لمحاميه السابق مايكل كوهين، بهدف شراء صمت ستورمي دانييلز، نجمة الأفلام الإباحية، حول علاقتها المزعومة بترامب.
ويجتمع في قاعة المحكمة عدد من كبار الشخصيات الجمهورية وأنصار ترامب وعائلته، إلى جانب نحو 50 صحفيًا يتابعون القضية عن كثب، إذ تعتبر المحاكمة واحدة من أبرز القضايا السياسية والإعلامية في الوقت الحالي.
إقرأ أيضاً: لماذا فترة الرئاسة الأمريكية أربع سنوات؟
تجربة حضور المحاكمة من الداخل
أشار الأستاذ ريتشارد بارتنغتن، الذي سعى لحجز مكانه منذ يومين، إلى أن حضوره كان بمثابة تجربة استثنائية، حيث يرى ترامب يمر أمامه عدة مرات يوميًا ويشاهد هيئة المحلفين والقاضي عن قرب.
وقال بارتنغتن: “عرفت الكثير من خلال متابعة الأخبار، لكن حضور المحاكمة يُظهِر جزءاً من الحقيقة تكتشفه فقط من داخل القاعة.” ويعبر بارتنغتن عن قلقه من تأثير نتيجة المحاكمة على الانتخابات المقبلة، مشيرًا إلى أن النتيجة قد تؤثر على حظوظ ترامب في ولاية رئاسية ثانية.
محاكمة ترامب: الزوار والمتفرجون من جميع أنحاء البلاد
جذب الحدث متابعين من مختلف أنحاء الولايات المتحدة، كالمحامي المتقاعد بيتر أوسيتيك الذي قطع مسافة نحو 4800 كيلومتر من سان دييغو ليكون شاهدًا على “التاريخ أثناء صناعته”.
وقد وصف أوسيتيك تجربته بأنها فرصة لمعايشة حدث تاريخي لن يتكرر. أما فونك سانغوديي، القادمة من بروكلين، فقد دفعت 700 دولار لضمان مكانها في الغرفة الاحتياطية التي تبث المحاكمة مباشرة، قائلة إنها جاءت لرؤية “النظام القضائي الأمريكي يحاسب رئيساً”، معتبرة هذه اللحظة إنجازًا للعدالة الأمريكية.
إقرأ أيضا: من هو أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية؟
متابعة المحاكمة في الغرفة الاحتياطية
إضافة إلى قاعة المحكمة، توفر المحكمة غرفة احتياطية تتسع لحوالي 30 شخصًا من الجمهور، حيث يتم بث المحاكمة مباشرة، مما أتاح فرصة لمتابعة الحدث لمن لم يتمكن من الدخول إلى القاعة الرئيسية.
غاستن فورد، من كونيتيكت، والذي يعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، قال إنه اصطف في الطابور من أجل فرصة لرؤية رئيس سابق تجري محاكمته، وأعرب عن رغبته في مشاهدة الجلسات “بعينيه”، مؤكدًا أن الحدث لم يُبَث على شاشات التلفاز.
تأثير المحاكمة على مستقبل ترامب السياسي
تتباين آراء الحاضرين حول تأثير المحاكمة على المستقبل السياسي لترامب، إذ يخشى البعض أن تؤدي إدانته إلى تأثر شعبيته في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويرى كثيرون في المحاكمة فرصة لإظهار أن “لا أحد فوق القانون”، مثلما أشارت طبيبة الأطفال سيندي موبلي، التي سافرت ساعتين ونصف للوصول إلى نيويورك. وتضيف موبلي، البالغة من العمر 64 عامًا، أن متابعة الجلسات تمثل فرصة للوقوف في وجه الفساد وتوحيد المجتمع، واصفة إياها بـ”آخر فرصة لتوحيد صفوف الأمريكيين.”
يتحمل المتابعون للحدث تحديات متعددة تتعلق بمدة الانتظار الطويلة وظروف الطقس المتقلبة، ما يجعل التجربة مرهقة لبعضهم. ورغم ذلك، لا يزال البعض مستعداً لدفع الأموال لضمان حضور الجلسات، معتبرين أنها تجربة تستحق العناء، كما أوضحت سانغوديي التي وصفت نفسها بأنها “مدمنة تماماً للسياسة”، معتبرة أن مشاهدة هذه المحاكمة “لحظة تاريخية لن تتكرر”.