حانة تقدم الاكسجين لسكان نيودلهي لتخفيف المعاناة من التلوث الهوائي
في الوقت الذي وصل فيه التلوث الهوائي لمستويات خطيرة في العاصمة الهندية دلهي، بدأت حانة في المدينة الهندية في تقديم أكسجين معطر ومنقى للزبائن مقابل مبلغ من المال.
كانت دلهي قد تعرضت خلال الأسبوعين الماضيين لأزمة صحية عامة ، حيث أعلنت السلطات مرتين حالة طوارئ تتعلق بالتلوث، وأمرت بإغلاق المدارس، كما نصحت بعدم خروج كبار السن والأطفال الرضع إلى الشوارع.
وفي ذروة أزمة التلوث في دلهي مؤخرا ، سجل مؤشر رسمي يرصد جودة الهواء أن مستوى التلوث بلغ ما بين ” سيء للغاية” إلى ” حاد”.
ويمكن للزبائن في حانة “اوكسي بيور” استنشاق الاكسجين المختلط بالزيوت الأساسية مثل اللافندر و عشب الليمون عبر أنابيب يتم توصيلها بأنوفهم، وذلك لمدة 15 دقيقة مقابل 299 روبية (4 دولارات) .
وقال مالك الحانة ايافير كومار / 26 عاما/ الذي قام بتدشين الحانة في آيار/مايو الماضي ” هناك إقبال كبير على هذه الحانة الأولى من نوعها في دلهي” مضيفا أن الاكسجين المنقى يمكن أن يريح المواطنين من الهواء السام والارهاق و اضطرابات النوم وحتى الاكتئاب.
ويذكر أن حانة تقدم الاكسجين فتحت أبوابها في دلهي عام 2015، ولكن سرعان مع توقف عملها وأغلقت.
وأضاف كومار” هناك ما بين 30 و40 شخصا يأتون لتلقى جرعة الأوكسجين كل يوم. كما نقدم عبوات محمولة للزبائن الذين بإمكانهم حملها معهم إينما يريدون”.
ويقول بعض الزبائن، الذين يعانون من التداعيات السلبية للتلوث، مثل حرقان العينين ومشاكل في الانف وعدوى في الحلق، إنهم ليسوا متأكدين ما إذا كان العلاج له تأثير نفسي، ولكنه جعلهم يشعرون بالانتعاش.
وقال رجل الأعمال امان باترا، الذي قام بتجربة العلاج في حانة الاكسجين في مول بجنوب دلهي، لموقع سكرول الإلكتروني الاخباري ” هناك رائحة جيدة في أنفي وأشعر بخفة في جسدي”.
وقال زبائن آخرون لمواقع إخبارية أخرى إن العلاج ينعش الجسم ويمده بالطاقة، ويهدئ الأعصاب ويساعد في النوم بصورة جيدة.
وكانت سالوني / 29 عاما/ قد توجهت إلى الحانة من أجل استنشاق جرعة من الأكسجين من أجل خلايا بشرتها قبل حفل زفاف أحد أقاربها.
وقالت ” ربما يكون لدى كل شخص أسباب مختلفة، ولكن نعم، عندما يقوم التلوث بخنقنا حرفيا، فإن 15 دقيقة من استنشاق الاكسجين نعمة حقيقية”.
واستنكر بعض الهنود فكرة الحانة، وكتبوا على وسائل التواصل الاجتماعي تعليقات مثل ” هذه المدينة أصبحت مجنونة رسميا”.
ويقول الأطباء إن استنشاق الاكسجين لفترة قصيرة، حتى لو بتركيز كبير، ليس له جدوى، وأضافوا أن لا أساس علمي لذلك الأمر.
ووصف العديد من سكان دلهي، مثل كابيل جوليا، الذي يعمل بشركة خدمات مالية، حانة الاكسجين بأنها وسيلة للاحتيال، حيث يستغل أشخاص خطورة التلوث لأغراض تجارية. ويقول ” ما فائدة استنشاق الاكسجين لمدة 15 دقيقة عندما يكون معدل التلوث هنا ، الذي في الكثير من الأحيان أعلى من الحدود الأمنة الدولية ، ويعادل تدخين 30 سيجارة يوميا؟”.
وبجانب تجديد نشاط سكان دلهي الذين أرهقهم التلوث، قال كومار إن حانة الأكسجين تستهدف أيضا الرياضيين، حيث أن علاج الاكسجين يساعد في تعافي العضلات. ويقول إنه استوحى هذه الفكرة عندما شاهد حانة أكسجين رآها لأول مرة في فندق في مدينة لوس انجليس الأمريكية منذ ثلاثة أعوام.
ويشار إلى أن حانات الأكسجين شائعة في دول مثل فرنسا وكندا، ولكن على عكس دلهي، لا تعاني هذه الدول من مستويات تلوث خطيرة.
وقلل كومار من أهمية الانتقادات، وقال إنه يتطلع لتحقيق أرباح، ويعتزم فتح حانة أكسجين أخرى في مطار دلهي لمساعدة الركاب على مواجهة الارهاق الناجم عن السفر .
وفي الأحوال الطبيعية، فإن الهواء الذي يستنشقه الانسان يحتوى على 20% من الأكسجين. وجدير بالذكر أن المستويات المرتفعة من الأكسجين يمكن أن تكون مضرة ، حيث أنه يمكن على سبيل المثال أن تلحق الضرر بالرئتين. وتقتصر الجلسات في اوكسي بيور على 15 دقيقة فقط للحد من أي مخاطر قد تصيب الزبائن.
وقال كومار” أريد أن أؤكد أن اوكسي بيور لا تشفي من أي أمراض. وهو غير مخصص لأغراض طبية. إنه من أجل تجديد الطاقة مثل السبا أو مركز المساج”.
ويشار إلى أن دلهي، التي يبلغ تعداد سكانها 25 مليون نسمة، صنفت ضمن المدن الأكثر تلوثا في العالم خلال الأعوام الأخيرة.
ويعلق كومار” إنه لأمر محرج”، مضيفا” حكومتنا ليست قادرة على ضمان حتى الهواء النقي ليتنفسه المواطنون”.
ومن مسببات التلوث الهوائي في دلهي حرق المزارعين لبقايا المحاصيل في المناطق المحيطة بالعاصمة، وذلك بالإضافة إلى عوامل مناخية مثل عدم هبوب الرياح، إلى جانب الانبعاثات الناجمة عن حركة المرور الكثيفة وحرق القمامة والوقود.