دراسة جديدة تكشف تأثير العمل المكتبي على الصحة الذهنية وطرق تحسينها
أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة أسيكس حول تأثير العمل المكتبي على الصحة الذهنية لعام 2024 أن قلة الحركة اليومية تؤثر بشكل كبير على الصحة الذهنية. الدراسة التي شملت 26 ألف شخص، أكدت أن الجلوس لفترات طويلة يؤدي إلى انخفاض في درجات الحالة الذهنية.
أشارت النتائج إلى أن الأفراد الذين يقضون ما بين 10 إلى 12 ساعة جالسين يوميًا، أبلغوا عن انخفاض ملحوظ في حالتهم الذهنية بمعدل (62/100)، مقارنةً بأولئك الذين يجلسون لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 ساعات فقط، حيث سجلوا درجات أعلى (66/100). تأثير العمل المكتبي على الصحة الذهنية يظهر بشكل واضح في هذه الفروقات.
تأثير العمل المكتبي على الإجهاد والذهن
أظهرت الأبحاث أن تأثير العمل المكتبي على الصحة الذهنية يبدأ بالظهور بعد ساعتين فقط من العمل المستمر. فقد سجل الأفراد الذين يعملون لمدة ساعتين على مكاتبهم درجات ذهنية بلغت (62/100)، بينما انخفضت هذه الدرجات إلى (59/100) لأولئك الذين يعملون لمدة 6 ساعات أو أكثر دون استراحة.
بعد أربع ساعات من العمل المكتبي، ارتفعت مستويات الإجهاد بنسبة 18%، من (49/100) إلى (58/100)، وزاد الإجهاد بنسبة 25% لدى من يعملون لمدة 8 ساعات متواصلة مقارنةً بمن يأخذون فترات راحة. هذا يعزز أهمية فهم تأثير العمل المكتبي على الصحة الذهنية.
إقرأ أيضا: فوائد الرياضة للصحة النفسية والجسدية: كيف تحسن الرياضة حياتك
15 دقيقة من الحركة قد تحسن الصحة الذهنية
تجربة “الاستراحة المكتبية” التي أجرتها أسيكس أظهرت أن أخذ فترات راحة لمدة 15 دقيقة يوميًا للحركة يمكن أن يعكس التأثيرات السلبية للعمل المكتبي. وقد سجل المشاركون في التجربة تحسنًا بنسبة 22.5% في درجات حالتهم الذهنية بعد إدخال هذه الفترات القصيرة من النشاط إلى يومهم.
كما أفادت التجربة بزيادة الثقة بنسبة 13.3%، وتراجع القلق بنسبة 12%، وانخفاض مستويات الإجهاد بنسبة 14.7%. وأظهرت البيانات الموضوعية، بما في ذلك قياس معدل ضربات القلب، انخفاضًا في الإجهاد بنسبة 13.3%. كما ارتفعت الإنتاجية بنسبة 33.2% وتحسن التركيز بنسبة 28.6%.
تأثير العمل المكتبي في المملكة العربية السعودية والإمارات
أظهرت الدراسة في المملكة العربية السعودية أن الأفراد الذين يقضون 11-12 ساعة جالسين يوميًا سجلوا درجات ذهنية أقل (65/100) مقارنةً بمن يجلسون لمدة 4-6 ساعات (77/100). وفي الإمارات العربية المتحدة، سجل الأشخاص الذين يقضون 9-10 ساعات يوميًا جالسين درجات ذهنية أقل (62/100) مقارنةً بمن يجلسون لفترات أقصر.
استراحة مكتبية لتحسين الأداء الذهني
خلصت التجربة إلى أن أسبوعًا واحدًا من فترات الراحة المنتظمة للتحرك أدى إلى انخفاض مستمر في مستويات الإجهاد. حيث أفاد المشاركون بأنهم شعروا بمزيد من الاسترخاء بنسبة 33.3%، وأكثر هدوءًا بنسبة 28.6%. وأكدت التجربة أيضًا على تأثير الحركة الإيجابي على نشاط الدماغ، حيث أظهر المشاركون تحسنًا ملحوظًا بعد 15 دقيقة من الحركة.
نتائج الدراسة العالمية
أجريت الدراسة في سبتمبر 2024 بمشاركة 7,000 شخص من دول مختلفة مثل الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وأستراليا، واليابان. وهدفت الدراسة إلى فهم تأثير العمل المكتبي الطويل على الصحة الذهنية، باستخدام بيانات ذاتية وموضوعية مثل تخطيط كهربية الدماغ وقياسات تطبيق “فت بت”.
تعد هذه الدراسة بمثابة جرس إنذار لأصحاب الأعمال المكتبية حول أهمية التحرك خلال اليوم لتحسين الأداء والإنتاجية، وتقليل مستويات الإجهاد.
المصادر: