المريخ 2020 تمهد لإرسال البشر إلى الكوكب الأحمر
عرضت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية “ناسا”، الجمعة، مركبتها “المريخ 2020” التي ستستخدمها للبحث عن أدلة على وجود حياة سابقة على سطح المريخ.
وتعتبر هذه المركبة مقدمة لمهمة تقوم بها “ناسا” لإرسال بشر إلى أعماق الفضاء، فيما لم يسبق مطلقا للبشر إعادة عينات رواسب من المريخ.
ويعد الاتحاد السوفيتي الدولة الوحيدة الأخرى التي نجحت في جعل مركبة متجولة تابعة لها تهبط على سطح المريخ، وحاولت الصين واليابان دون أي نجاح إرسال مركبات مدارية حول المريخ، في حين نجحت كل من الهند ووكالة الفضاء الأوروبية في إرسال مركبة إلى مدار المريخ.
وستجمع مركبة “المريخ 2020” المتجولة 30 عينة من التربة ستقوم مركبة فضاء تعتزم “ناسا” إطلاقها في المستقبل بإعادتها إلى الأرض.
وتحمل “المريخ 2020” معدات يمكن أن تحول ثاني أكسيد الكربون المنتشر في المريخ إلى أكسجين من أجل التنفس ولاستخدامه كوقود.
وفي حالة نجاحها ستكون المركبة المريخ 2020 خامس مركبة ترسلها “ناسا” وتهبط بشكل سلس على سطح المريخ بعد تعلم دروس مهمة من أحدث المركبات التي أرسلتها “ناسا” للمريخ وهي “كيوريوسيتي” التي هبطت على سطح الكوكب الأحمر في 2012 وما زالت تتجول في أحد سهول الكوكب جنوب شرقي جيزيرو كريتر.
وستختار “ناسا” اسما رسميا للمركبة المتجولة في بداية 2020، وسترسلها في فبراير/شباط إلى مركز كنيدي الفضائي بولاية فلوريدا، حيث سيتم تجميع أجزائها الثلاثة بشكل كامل.
وستطلق “ناسا” تلك المركبة المتجولة في يوليو/تموز إلى قاع بحيرة جافة في المريخ أكبر من جزيرة مانهاتن، وفور هبوطها على سطح المريخ في فبراير/شباط 2021 ستقوم المركبة ذات العجلات الأربع والتي تماثل حجم سيارة بتجريف قاع جيزيرو كريتر بالمريخ وهي حفرة يبلغ عمقها 250 مترا ويعتقد أنها كانت بحيرة بحجم بحيرة تاهو بالولايات المتحدة.
ويعتقد العلماء أن هذه الحفرة بها قدر كبير من الرواسب البكر التي يبلغ عمرها نحو 3.5 مليار سنة والتي يأملون أن تحوي حفريات عن حياة المريخ.
وقال مات والاس، نائب مدير مشروع المريخ 2020: “مع ذلك فالصعوبة هي أننا نبحث عن مستويات ضئيلة من المواد الكيماوية ترجع لمليارات السنين في المريخ”.
وقال والاس: “بمجرد توافر مجموعة كافية لدينا سنضعها على الأرض وستأتي بعثة أخرى، نأمل في إطلاقها في 2026، وتهبط على السطح وتجمع تلك العينات وتضعها في صاروخ بشكل أساسي”.
وتابع أن نتائج أبحاث مشروع المريخ 2020 ستكون مهمة لإرسال بعثات من البشر إلى المريخ في المستقبل بما في ذلك القدرة على صنع أكسجين على سطح المريخ.